في تمام الساعه الواحدة بعد منتصف الليل ظهر هذا الشاب طويل القامة عريض المنكبين على الشاطئ كانه ظهر من العدم لانعدام الضوء على الشاطئ الا من بعض نجوم متوارية في حياء خلف السحب. بعد بضع خطوات جلس الشاب على الرمال و اشعل سيجارته و هو يحدق في ظلمة البحر و يناجيه في صمت.
كان دائما يرى ان البحر صديقه المقرب و انهما متشابهان في صفات كثيرة. بعد ان انهى سيجارته خلع الشاب قميصه و بدأ يمشي بخطى ثابتة تجاه البحر الى ان لمست المياه قدمه ولكنه لم يتوقف وظل يتابع تقدمه الى ان اصبحت المياه في مستوى صدره ثم بدأ السباحة في رشاقة و لياقة تتناسب مع ذلك الجسد الممشوق الرياضي.
بعد مرور ساعه من السباحة في دوائر عاد الشاب و التقط قميصه وارتداه ثم نظر نظرة اخيرة للبحر و انطلق في طريقه. مشى الشاب بعض دقائق قبل ان يدخل منزل شاطئ قريب من البحر لدرجة ان باب المنزل على الشاطئ مباشرة.
دخل الشاب منزله و ذهب للاستحمام وخرج عاري الجذع الى المطبخ لاعداد كوب من القهوة مع سيجارة اخرى وكان يدخن نوع فاخر من السجائر اسود اللون. انهى الشاب قهوته و نظر الى ساعته ثم القى جسده على السرير لينام و ينهي ذلك اليوم.
في تمام الساعه السادسة صباحاً بعد ساعتين من نومه استيقظ الشاب بكامل نشاطه وارتدى ملابسه ثم اخذ شنطة ذات طابع رياضي وخرج من المنزل وتوجه الى النادي الرياضي.
القى التحية على موظف الاستقبال ثم ذهب لتغير ملابسه وبدأ في تمرينه بتركيز لا يلتفت الى ليلقى التحية على احد المتمرنين ثم يكمل تمرينه مرة اخرى.
انهى الشاب تمرينه وخرج من النادي الرياضي و توجه الى مطعم قريب ليتناول وجبة الافطار ثم ذهب الى منزله لتغير ملابسه وخرج الى غرفة مجاورة لغرفة نومه ليفتح جهاز حاسب محمول و يبدأ بالعمل.
انغمس الشاب في العمل لمدة ثلاث او اربع ساعات ثم قام ليشرب كوب من القهوة و يستريح قليلا ليكمل عمله بعدها لمدة ثلاث او اربع ساعات اخرى و يغلق الجهاز و يخرج من المكتب.
اعد الشاب وجبة عداء سريعة ثم خرج مرة اخرى ليتوجه الى المقهى المعتاد له زيارته كل يوم في نفس المعاد. في المقهى جلس مع صديقه المقرب هناك و كان كهل اسباني الجنسية استقر في تلك البقعة الساحلية بعيدا عن بلده الام لحبه لتلك المدينة و جوها طوال العام. اثناء حديث الصديقين هب الشاب واقفا و هو ينظر الى المدخل ويبتسم بحرارة.
يا ترى من هذا الشاب و من الشخص الواقف على باب المقهى؟
كانت فتاه قي منتصف العشرينات تقف على باب المقهى و تعلو وجهها نظرة بلهاء و هي تنظر تجاه الشاب ثم تقدمت نحوه بارتباك فحين تقدم هو بثقة وبنفس الابتسامة و هو يمد يده لها مصافحاً وهو يقول: ازيك يا لوجين عاملة ايه؟
قالت الفتاة بعد ان استعادت هدوءها: ازيك يا فهد عامل ايه؟ انا كويسة الحمدلله. انت ايه اللي جايبك هنا؟
فهد: انا كويس وعايش هنا بقالي فترة و سمعت انك عايشة هنا بس مكنش عندي تقاصيل عن شغلك و لا عايشة فين هنا
لوجين: انا عندي ستور بتاع معدات غطس بس في الناحية التانيه من دهب ومبجيش هنا كتير بس النهاردة جاية اقابل اصحابي
فهد: واو. انا لازم استغلك بقى واجي اخد معدات من عندك
لوجين: تنور طبعا و عندنا كمان مدربين لو عاوز تتعلم
ابتسم فهد بثقة قائلاً: لا متقلقبش من النقطة دي بس قوليلي المكان بالظبط وهجيلك في الويك اند
ناولت لوجين فهد كارت مكتوب به ارقام و عنوان المركز الخاص بها و افترقا على ان يلتقوا في عطلة نهاية الاسبوع.
رجع فهد الى صديقه وذهبت لوجين الى اصدقاءها وقبل رحيل فهد من المقهى بحث عنه بعينيه حتى وجدها و اشار لها ثم ذهب الى منزله.
دخل مباشرة الى المطبخ واعد بعض الشطائر ثم ذهب الى غرفته ليغير ملابسه و يتنازل وجبته الاخيرة قبل النوم ثم اوى الى الفراش.

